Collective"، تجمع بين الذكاء الطبيعي والاصطناعي والجماعي.
ويؤكد أمين المعرض، المعماري والمفكر كارلو راتي، أن ما يُعرض ليس أحلامًا معمارية بعيدة المنال، بل مشاريع واقعية قابلة للتنفيذ، تهدف إلى مواجهة أحد أبرز تحديات العصر: التكيّف مع عالم متغيّر، وليس فقط التخفيف من آثار التغير المناخي. ويقول: "لقد حان الوقت للانتقال من التخفيف إلى التكيّف"، وهو ما يتطلب "تغييرًا جذريًا في ممارساتنا وإعادة التفكير في البيئة المبنية".
يعكس المعرض الذي يضم أكثر من 250 مشروعًا و750 مشاركًا من مختلف التخصصات، تحوّلًا في دور المعماري، الذي لم يعد "صانعا" فقط، بل عنصرًا في شبكة من التعاون مع علماء وفنانين وفلاسفة ومهندسين وحرفيين، في مختبر مفتوح للإبداع والتفكير الجماعي.
تُشكّل مساحات "Corderie" في "Arsenale" نقطة انطلاق المعرض، حيث تفتتح بجناح صادم: غرفة شديدة الحرارة مزودة بأجهزة تكييف، إلى جانب تركيب مائي للفنان مايكل أنجلو بيستوليتو، لتسلّط الضوء على المفارقة البيئية في اعتمادنا على التبريد الصناعي للمحافظة على البرودة، بينما نُسهم في رفع حرارة الكوكب.
وينقسم المعرض إلى أربعة محاور، ويعرض حلولًا مبتكرة تعالج قضايا النمو السكاني، وعلاقة الإنسان بالكائنات غير البشرية، وإعادة تدوير النفايات والركام الناتج عن الحروب، وتخزين البيانات في الحمض النووي النباتي، وتصميم مواد بناء جديدة من الطحالب والموز، إضافة إلى نماذج عن العلاقة بين الإنسان والروبوتات، وتحويل رماد الحرائق إلى هياكل عمرانية.
من المقترحات الطموحة، مشاريع مستقبلية للطاقة النووية النظيفة من تصميم بينينفارينا لشركة "نيوكليو"، وتجارب تدمج البيئة بالحياة اليومية، مثل استخدام مياه بحيرات معالجة طبيعيًا لصنع القهوة.
يمتد المعرض على طول ساحات Arsenale وميادين المدينة من ساحة سان ماركو إلى القصور، ليحوّل فينيسيا إلى مختبر حي. ويقول رئيس البينالي، بييرانجيلو بوتافوكو: "أريد أن أشارك في ورشة العمل، حيث يلتقي الفن بالعلم، وتتمازج الحساسيات والمهارات من مختلف الأجيال". ويشبّه التجربة بعلاقة تشيمابوي وجيوتو، حيث يولد الفن من التفاعل الحي. (أنسامد).
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA